
فارسة أحلامي
قبلتها و الشوق في عيني يحكي هموما ،انها المرة الأولى التي وصل فيها شوقي أقصاه ، وضعفت نفسي أمام واقعها ، فتخيلت كأني أحكي قصة ألفتها في خيالي
قصة خرجت الى الوجود يوم عرفتها ، كانت لا كالأخريات تخفي وراءها معنى
مختلفا للحياةِ .
تجعلك لا تبرم ولا تيأس ، انها تقول في عينيها ان هذه الدنيا جميلة ، أما أدنيها
فتسمع فيها أعذب ألحان الطبيعة ،وأنفها الذي خرج عن وجهها يجعلك تقول أنها قادمة ، أما شفتيها فلا داعي للقول أنها الجمال كله ، وأنها تختزن طاقة غريبة
تجعلك تخرج الى عالم اخر وتنسى فيها من أول لمسة اسمك وعنوانك و تاريخ ميلاذك ، بل تنسى من أنت ، لأن قوة تحولك عن رؤية هذا العالم بواقعه اليومي لتعيش عالما آخر بعيدا عن الهموم والروتين .
أخرجتني من واقع مر مليء باليأٍس والخراب و الدمار و مخلفات الماضي ،
فكم كانت لحظة جميلة يوم كنت جالسا فخطرت ببالي ، فلم تمر ألا بضــــــع
دقائق حتى رأيتها كنت أخفي حقيقتها وقررت اخراج هذه الحقيقة ، فكــــــــــان
السؤال هل ألتحق بها أو أجعلها تلتحق بي .
سرعان ما أجبت عن هذا السؤال بسؤال آخر ، كيف أجعلها تلتحق بي وواقعي
غير مضمون ، فكانت مبادرتي أن قمت حتى ألحقها كبداية لانسلالي من محيط
لا أعرف عنه الكثير .
بعدما اقتربت منها في ملاحقتي كانت الابتسامة لا تفارق وجهها فبادرت لأن
أبتسم حتى أحكي معاناتي عبرها ، فكان جوابها سريعا ، حيث تركتني وراءهـا
وانسحبت من أمامي ،كنت حينها مخير بين شيئين ، أن أكمل ملاحقتـــــي أو أن
أعود الى واقعي لأجعلها ماض حاضر، لا، لاحقتها ولاحقتها الى أن سنحت لي
الفرصة لأتكلم معها.
يا لحلاوة نبرة صوتها ، ونغمة كلامها حين قالت : ماذا تريد ولما تطاردنــــي ؟
كنت كمن يستمع لأغنية لحنها الحياة وكلماتها العسل ، وحين نظرت بعينيهـــــا
كنت كمن يقف على حبل في السماء ، لو استمرت نظراتها لوقعت من الحبـــــل
تشجعت وقلت لها هل لي بكلمة ؟ أجابتني بكل هدوء ؛ تكلم فأنا أسمع ، سألــــت
نفسي حينها ، ماذا سأقول ؟
قدمت نفسي أو بالأحرى ما استطعت أن أقدمه لأني نسيت الكثيــــــــــــــــــــــــر
ما تذكرته هو أني قلت لها هل أستطيع مرافقتك لبعض الوقت ، فكان جوابهــــــا
طبيعيا لا ، لأني لا أعرفك ،، قلت في نفسي كيف أجعلها تحس بالأمـــــــــــــان
عبرت لها عن اعجابي وأني لا أستطيع أن أزيل صورتها من خيالي ، وتركتهــا
بسؤال هل تظنين أني مخطئ حين أردت الكلام معك ، وانصرفت لألتحق بواقعي
فما كانت الا أمتار قليلة حتى سمعتها تناديني باسمي الذي عرفتها عليه ، فكـــــــم
كانت فرحتي حين استدرت ناحيتها لأنظراليها وهي تبتسم وتلوح بيدها تقــــــول:
تعال لم نتمم بعد كلامنا ، اهتزت أحاسيسي وضعفت يقظتي حين اقتربت منهـــــا
ووجدتها تقول ، أين سنذهب فأنا لا أرتاد المقاهي ، هيا نتمشى قليلا ، بالفعل كنت
لا أشعر ولا أحس حينها لأنني أمام قلبي وهو يسيرني ، فكانت مشيتها سريعـــــة
حتى وصلنا الى مكان خال من الناس ، سوى بعض المارة ، فقالت احكي هنـــــا
أستطيع أن أسمعك و أفهمك ، فبدأت أنتقي ما في جعبتي من كلام وأعبر عــــــــن
دهشتي لأن هذا اليوم كان حلما بالنسبة لي ، فارتاحت لكلامي و اعتبرت نفسهــا آمنة معي لأنها لامست في حبا لها وعرفت حقيقة مشاعري ، وانتهت مقابلتي لهــا
على ميعاذ آخر .
لم أنسى حين أرادت الانصراف وقبلتني ، لأقوم على اثرها مـن نومي نظرت الى
الساعة ، لأجدها السابعة صباحا فقد حان وقت الذهاب الـــــــى العمل ، بالفعل لقد كان حلما .
سفيان جندوسي s le 12/03/2002

وداعا أيها القمر
في سماء ملأتها النجوم * بزغــت أيها القمر
وكم ارتقــــــبتك العـــيون * و سلطت عليك النظر
كانت عيناي كالعيون * ولست كجميع البشر
بدت لي رؤيتك جنون * فأخـــــــــدت كل الحدر
ملأت قلبي بــــــــــك * فكنت لك في أشدالوطر
عزمت على مجابهتك * فانتظرت لاكتمال البدر
كنت جـــميلا يومها * منك الكل و قد ظــــــهر
صارحتك بما أخـــــفي * وما كــــــــان لي مفر
جاء ردك غريـــــــبا * ابـــــتلعته بماء المطر
كنت قاسيا و رهـــيبا * لكن الخطأ مني صدر
مات قلبي وقال ختاما * وداعــــــــا أيها القمر
سفيان جندوسيs le : 21/7/2006